أصحّ الأحاديث الثابتة عن المهدي الواردة في السنة النبوية
هو محمد بن عبد الله المهدي، من عترة النبي ﷺ ومن ذرية فاطمة الزهراء رضي الله عنها، أجلى الجبهة وأقنى الأنف، يحمل في قلبه نور النبوة وعدل الرسالة.
يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت جورًا وظلمًا، فينشر الله على يديه الخير والبركة، فتسقي السماء مطرها، وتخرج الأرض نباتها، وتفيض الخيرات حتى يعطى المال بلا عدٍّ ولا حرص.
في زمانه تعود القلوب إلى ربها، وتزدهر الأمة بعد خمول، وتُقام شريعة الله في أرضه عدلًا ورحمة.
يحكم سبع سنين (وفي بعض الروايات تسع)، ويكون في زمنه نزول عيسى ابن مريم عليه السلام، فيصلي عيسى خلفه تكريمًا لأمة محمد ﷺ.
ذلك هو المهدي المنتظر، ليس نبيًا ولا يوحى إليه، ولكنه إمام هدى يجدد الله به أمر الأمة ويحيي بها سنن العدل والحق. وعدٌ من الله لا يُخلف، يشرق به فجر الأرض بعد طول الظلام.
من هو المهدي المنتظر؟
المهدي رجل من أهل بيت النبي ﷺ، من ذرية السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، اسمه محمد بن عبد الله، يشبه النبي ﷺ في الخُلق لا في الخَلق، أجلى الجبهة (منحسر الشعر عن مقدمة الرأس قليلًا)، وأقنى الأنف (معتدل الأنف فيه دقة وانحناء خفيف).
لا يُعرف بين الناس قبل ظهوره، بل يُصلحه الله في ليلة واحدة، أي يهديه ويوفقه للحق فجأة بعد أن لم يكن معروفًا بشيء من ذلك.
زمان خروج المهدي ومكانه
يظهر في آخر الزمان حين تملأ الأرض ظلمًا وجورًا، فيبايعه الناس بين الركن والمقام في مكة المكرمة، رغم أنه لا يطلب الإمارة لنفسه، بل يُجبر على قبول البيعة بعد أن يرفضها أولًا.
أحداث زمان المهدي
يُمهّد له قوم من المشرق، ويُرسل الله له جيوشًا تنصره، ويُقيم في الأمة العدل والحق بعد أن عمّها الظلم.
في عهده تنزل البركة، تسقي السماء مطرها وتخرج الأرض نباتها، ويُوزَّع المال بالسوية حتى لا يكاد أحد يقبله.
يحكم سبع سنين (وفي بعض الروايات تسع)، ويملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت جورًا وظلمًا.
نهاية حكم المهدي
يعيش حتى ينزل عيسى بن مريم عليه السلام، فيصلي خلفه تكريمًا لأمة محمد ﷺ، ثم يتوفى المهدي ويُصلي عليه المسلمون.
أصحّ الأحاديث الثابتة عن المهدي التي وردت في كتب السنة المعتمدة، مع توضيح المصدر والحكم عليها:
حديث المهدي من عترة النبي ﷺ
قال رسول الله ﷺ:
«المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، يملك سبع سنين.»
📘 رواه أبو داود (4285)، والترمذي (2230)، وصححه الألباني.
🔹 المعنى: أن المهدي من نسل النبي ﷺ، وسيملأ الأرض عدلاً بعد أن تمتلئ ظلماً.
حديث كون المهدي من نسل فاطمة رضي الله عنها
قال النبي ﷺ:
«المهدي من عترتي، من ولد فاطمة.»
📘 رواه أبو داود (4286) وابن ماجه (4086)، وصححه الألباني.
🔹 المعنى: أن المهدي من ذرية الحسن أو الحسين، من نسل السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
حديث إصلاح المهدي في ليلة
قال النبي ﷺ:
«المَهديُّ منَّا أَهلَ البيتِ، يصلحُهُ اللَّهُ في ليلةٍ.»
📘 خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه | الصفحة أو الرقم : 3316
التخريج : أخرجه ابن ماجه (4085)، وأحمد (645)
🔹 المعنى: المهدي لا يكون معروفًا قبل خروجه، بل يُهيئه الله ويُصلحه فجأة في ليلة واحدة.
 |
حديث امتلاء الأرض بالعدل
قال النبي ﷺ:
«يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً.»
📘 رواه الحاكم في المستدرك (4/557)، وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
🔹 المعنى: بخروجه يعمّ الخير والرخاء والعدل في الأمة.
 |
حديث بيعة المهدي بين الركن والمقام
قال النبي ﷺ:
«يُبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحلّ هذا البيت إلاّ أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب.»
📘 رواه أحمد (28623)، وصححه بعض العلماء.
🔹 المعنى: مبايعته تكون في مكة المكرمة عند الكعبة بين الركن والمقام.
 |
حديث اجتماع الناس على المهدي
قال النبي ﷺ:
«يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي سلطانه.»
📘 رواه ابن ماجه (4088)، وصححه الألباني.
🔹 المعنى: هناك قوم من جهة المشرق (وليس بالضرورة خراسان) يُمهّدون لظهور المهدي.
خروج الإمام المهدي أمر ثابت في الأحاديث الصحيحة، وقد أجمع العلماء على أصل خروجه في آخر الزمان. وهو رجل من عترة النبي ﷺ، من نسل فاطمة الزهراء رضي الله عنها، يتميّز بصفاته الخَلقية الواضحة: أجلى الجبهة وأقنى الأنف. يظهر في زمن يمتلئ ظلماً وجوراً، فيملأ الأرض عدلاً كما مُلئت ظلماً. وتعدّ الأحاديث الواردة في شأنه صحيحة أو حسنة، مما يؤكد حقيقة خروجه وقرب زمانه قبل نزول نبي الله عيسى عليه السلام.
