الطريق المختصر إلى رقة القلب للدكتور محمد سعود الرشيدي
سبيل الوصول إلى رقة القلب : الكثير يبحث عن رقة القلب ويريد الجواب المختصر ، إليكم العلاج باختصار :
لا يوجد مؤمن يريد وجه الله تعالى إلا وهو يتمنى ويرجو من الله رقة القلب لذكره سبحانه ، إن رقة القلب ونزول الدمع من العين هي من أبرز علامات الحب الإلهي للعبد ، هي من أبرز علامات القرب الإلهي. إن من يبكي في خلوته مع الله عندما يرفع يده لمناجاته سبحانه، هذا المؤمن لم يبكي إلا لليقين الذي وقر في قلبه، إلا لشعوره بالقرب الإلهي جل جلاله.
الصادقون مع الله عندما يرفعون اكف الدعاء مفتقرين متذللين ، محبين فانهم لا يملكون دموعهم عندما يتجلى على هذا القلب جلال النور الإلهي لن يستطيع القلب إلا أن يدخل في عالم السعادة وجنة الدنيا وعالم الرحمة.
من وصل إلى هذه الصفات كان من أصحاب الحظ العظيم ، هي من أبرز صفات أهل الفردوس الأعلى، هي من أعظم الكنوز والمواهب الإلهية على وجه الأرض.
عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت : قال : ( يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي ) قلت : والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك قالت : فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت : فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت : ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قالت : ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر ؟ قال : ( أفلا أكون عبدا شكورا.
هذه هي صفات أهل الله هذه هي صفات أحباب الله هذه هي صفات الصفوة من البشر أن الله سبحانه وتعالى يحب رقة القلب، فالقلب هو موضع نظر الرب سبحانه وتعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله تعالى لا ينظر إلا صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم." رواه مسلم.
سلامة القلب علامة من علامات النجاة يوم القيامة كما قال سبحانه : '' يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى بقلب سليم ".
لذلك كان الاهتمام بتصحيح القلب أول ما يعتمد عليه السالكون، والنظر في أمراضه وعلاجه أهم ما تنسك به الناسكون حتى يلاقوا ربهم به سليما، وما رق قلب لله إلا كان أبعد ما يكون عن معاصي الله.
قال ابن مسعود رضي الله عنه : " أطلب قلبك في مواطن ثلاث : عند سماع القرآن ، وعند مجالس الذكر، وفي أوقات الخلوة، فإن لم تجده فسأل الله قلبا فإنه لا قلب لك.
رقيق القلب من المقربين، من أبرز علامات البعد عن الله قسوة القلب. لذلك من كان قلبه قاسيا عليه أن يراجع نفسه، عليه أن يجد الله. إن علاج قسوة القلب أهم من علاج أمراض البدن، لو أن أحدا قيل له أن فيك مرضاً خطيراً لدار أسقاع الأرض باحثاً عن العلاج ، باذلا كل جهده وماله للشفاء، ولكن المرض الحقيقي الذي ربما يمنعك من مستقبلك الأبدي الذي يحجبك عن السعادة الأبدية والخلود الأبدي في جنات النعيم لا يلقى له بالا، لا يهتم به وهذه والله من الغفلة قال جل وعلا : "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق".
إن الفسوق والمعاصي هي من أبرز أسباب حجب القلب عن الله ، قال جل وعلا عن تراكم المعاصي على القلب : "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.. كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ".
إذا الران هو سواد المعصية ، وإن القلب كلما تلوث بسواد المعصية كان عن نور الله أبعد. اسمعوا إلى هذا الحديث النبوي الذي يجيب عن تساؤلاتنا ما هو السبيل إلى رقة القلب ؟
هذا الحديث يختصر علينا دروسا كثيرة ، وأقوال مديدة هذا الحديث هو مختصر القول ، وفيه العلاج والدواء الشافي لمن أعطاه الله البصيرة. إن القلب يعمى والعما لا يأتي إلا من الظلمة فإن الظلمة تحجب النور فإن حجب النور فلا بصر، لذلك من شرح الله صدره وأنار قلبه ورفع ران عنه فإن هذا العبد يكون من أسعد سعداء الدنيا إليكم العلاج باختصار والله يا اخوه يا أخوات إن الجواب واضح وسهل.