أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

آخر الأخبار

هل اقترب الظهور المبارك للإمام المهدي المنتظر؟

قصة المهدى المنتظر,خروج الامام المهدى,المهدي المنتظر,خروج المهدي المنتظر,علامات الساعة بالترتيب,متى يخرج المهدى,ظهور المهدي,قصة المهدي المنتظر,اين يخرج الامام المهدى,المهدي المنتظر 2025,المهدي المنتظر في المغرب,علامات ظهور المهدي,المهدي المنتظر في الرؤى,علامات الساعة الكبرى,الإمام المهدي,حرب الامام المهدى,المهدي آخر الزمان,السفياني والمهدي المنتظر,خروج السفياني,علامات الساعة الصغرى,احداث نهاية العالم,خروج المهدي,حرب المهدى واليهود,السفياني

الرجل الذي ينتظره مليار ونصف مسلم حول العالم

منذ قرونٍ طويلةٍ وقلوب المسلمين في أرجاء الأرض تخفق بشوقٍ عظيمٍ إلى رجلٍ موعود، بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة متواترة، وارتبط اسمه بزمانٍ يعمّ فيه الظلم، وتُغتال فيه القيم، ويغيب فيه العدل عن واقع الناس. رجلٌ سيبعث الله به روح الأمل من جديد، ويُعيد للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها المفقودة، ويقيم حكم الله في الأرض بعد عصورٍ من الانحراف والفساد. إنّه الإمام المهدي المنتظر، ذلك الاسم الذي تتردد أصداؤه في كتب السنة والشيعة، وتجمع عليه الأمة رغم اختلاف المذاهب والتفاصيل.

المهدي وعدٌ إلهيّ بالعدل بعد الظلم

ليس الحديث عن المهدي خرافةً أو ترفًا فكريًّا، بل هو وعدٌ إلهيٌّ بعودة الحق إلى الأرض. ففي الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلًا مني، أو من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا."

هذا النصّ النبويّ يعبّر عن قانونٍ ربانيٍّ يتكرر في التاريخ: أنه مهما اشتد الظلم، لا بدّ أن يبعث الله في الأمة من يجدّد دينها ويقيم العدل بين الناس. والإمام المهدي هو ذروة هذا الوعد الإلهيّ.

المهدي وزمن الاضطراب العالمي

نعيش اليوم في عالمٍ مضطربٍ على كلّ المستويات:
حروبٌ تتوالى، وأزماتٌ اقتصاديةٌ خانقة، وظلمٌ يطغى على الشعوب المستضعفة، وتهاونٌ بالقيم الأخلاقية والروحية. حتى أصبح الإنسان غريبًا في هذا العالم المادي البارد.
وفي خضمّ هذا الظلام، تتطلّع القلوب إلى فجرٍ يعيدُ التوازن ويحقّق وعد الله للمؤمنين بالاستخلاف والتمكين.
قال تعالى:

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ [النور: 55].

وهذا الاستخلاف الموعود لا يتحقق إلا إذا عادت الأمة إلى منهجها الأصيل، وتطهّرت من الغفلة والتبعية، واستعدّت لاستقبال مرحلةٍ جديدةٍ من تاريخها، يقودها فيها رجلٌ مؤمنٌ تقيّ، عادلٌ لا يخاف في الله لومة لائم.

متى وكيف يظهر الإمام المهدي؟

لم يحدّد الإسلامُ زمنًا دقيقًا لظهور المهدي، ولم يجعل العلاماتِ وسيلةً للتكهن أو المبالغة، بل للتذكير والاستعداد. وقد ورد في الأحاديث أنّ ظهوره يكون في آخر الزمان حين يعمّ الجور، ويكثر القتل، وتنتشر الفتن، ويختلف الناس على الحُكم، فيبايعه المسلمون بين الركن والمقام بمكة المكرمة.

وقد ذكر العلماء أنّ من علامات ظهوره وقوع خلافٍ على الخلافة بعد موت حاكمٍ مسلم، وحدوث اضطرابٍ في الحجاز، ثمّ يُبايع للمهدي وهو كارهٌ للبيعة، فينهض بالأمة من جديد.
لكنّ المؤمن العاقل لا ينشغلُ بموعد الظهور قدرَ انشغاله بواجبه الآن: أن يكونَ من أنصار الحق، ومن الممهّدين للإصلاح والعدل أينما كان.

المعنى الحقيقي لانتظار المهدي

إنّ انتظار المهدي لا يعني التواكل أو السكون، بل هو موقفٌ إيمانيٌّ عمليّ، يعبّر عن يقينٍ بأنّ الله لا يترك عباده، وأنّ دينه باقٍ مهما اشتدت الفتن.

فالمنتظر الحقّ ليس من يجلسُ في الظلال مترقّبًا الأخبار والعلامات، بل هو من يُصلح نفسه ومجتمعه، ويعمل لنشر العدل، ويهيئ الأرض للخير القادم.

لقد أكّد العلماء أنّ انتظار الفرج عبادة، لأنّه يولّد الأمل، ويبعث على العمل، ويغرس في القلب الصبر والإيجابية. والمهدي المنتظر ليس رمزًا للغيب فقط، بل رمزٌ للنهضة والإصلاح، ولتجديد الإيمان في الأمة بعد ضعفها.

ينبغي أن نحذر من الإفراط في تفسير العلامات أو تعيين الأشخاص والبلدان. فكم من الناس ضلّوا حين جعلوا الحديث عن المهدي وسيلةً للتكفير أو إشعال الفتن أو إضعاف الثقة بالواقع.

المنهج الصحيح أن نتعامل مع هذه النصوص بميزان العلم والاعتدال؛ فلا ننكرها لأنها من المعتقدات الثابتة، ولا نغلو فيها حتى تُخرجنا عن روح الإسلام الوسطية.

فالغاية ليست التنبؤ، بل التذكير والاستعداد، قال تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ [البقرة: 197].

دروسٌ من فكرة المهدي المنتظر

  • الإيمان بالعدل الإلهي:
فكرة المهدي تُعيد الثقة بعدل الله وقدرته على إصلاح الأرض مهما اشتدّ ظلم البشر.
  • الأمل في الإصلاح:
لا يأس مع الله، فكما بعث الأنبياء والمصلحين في كلّ عصر، سيبعث الله من يُعيد للأمة توازنها.
  • الاستعداد بالعمل لا بالكلام:
فالمهدي لن يقيم دولة العدل وحده، بل بسواعد الصالحين الذين يُمهّدون له الطريق بالإصلاح والوعي.
  • الوحدة الإسلامية:
الحديث عن المهدي جامعٌ بين المسلمين رغم اختلاف المذاهب، فهو رمزٌ لوحدة الكلمة، وعودة الأمة إلى أصلها.

مسؤوليتنا في زمن الفتن وزمن ظهور المهدي

علينا اليوم أن نُعيد قراءة الواقع بعيونٍ إيمانيةٍ وعقلٍ متزن. أن نترك الخلافات التي فرّقت الأمة، وأن نتمسّك بالثوابت القرآنية والسنن النبوية.
فالإصلاح يبدأ من الفرد، من الأسرة، من المدرسة، ومن المسجد. وما من طريقٍ لظهور الخير إلا بعودة الناس إلى ربهم، وتحقيق التقوى، وإقامة العدل في الأرض.

قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11].

إنّ الحديث عن المهدي المنتظر ليس حديثًا عن شخصٍ فقط، بل هو حديثٌ عن وعدٍ وغايةٍ ومشروعٍ حضاريٍّ إيمانيّ. إنه نداءٌ لكلّ مسلمٍ أن يكون جزءًا من مسيرة الإصلاح، لا مجرد متفرجٍ على الأحداث.
فحين يُصلح الناسُ قلوبهم، ويتوبون إلى الله، ويقيمون العدل في حياتهم، يكونون بذلك ممهّدين للمهدي ولأيّ مصلحٍ يأتي بعده.

فيا أيها المؤمنون، لا تنتظروا الرجل الموعود دون أن تكونوا أنتم من يزرع نوره في الأرض.
كونوا أنصار العدل، ورواد الإصلاح، وجنود الإيمان الصادق، فإنّ الله وعد بالنصر لعباده الصالحين، ووعده حقّ لا يُخلف.

"وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" [القصص: 5].
تعليقات