قصة ايوب عليه السلام مختصرة مكتوبة
قصة سيدنا أيوب عليه السلام
قصة ايوب عليه السلام، قصة سيدنا ايوب: ايوب عليه السلام هو من سلالة العيص ابن إسحاق، وهو من ذرية إبراهيم عليه السلام، كما قال تعالى : "ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون". وهو أيوب بن موص بن رازخ بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام. وهو قدوة للصابرين، حتى أن المثل يُضرب بصبره عليه السلام، لما حصل له من الابتلاء. وكذلك أنبياء الله ورسله هم أشد الناس بلاءاً كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "أشد الناس بلاءاً هم الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، فكيف كان صبر أيوب عليه السلام ؟
رزق الله أيوب عليه السلام من عاما كثيرة، فقد كان كثير المال والعبيد والأنعام والمزارع والخيرات، وقد رزقه الله عز وجل زوجة صالحة وأبناء كثر، فقيل أن له من الولد أربعة عشر ولداً وبنتا، وكانوا يسكنون بأرض البثينة من أرض حوران، وبعد مرور السنين والأعوام وهم على هذا الحال، أراد الله أن يبتلي نبيه أيوب عليه السلام، وفجأة بدأ البلاء بمرض دب في جسمه حتى أقعده على الفراش، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر الله عز وجل بهما، ومع ذلك كان صابراً محتسباً ذاكراً لله عز وجل في ليله ونهار، وصباحه ومسائه، وكان كل مدة يسمع بفقد أحد أبنائه حتى فني أبناؤه جميعا، وفقد جميع أمواله شيئاً فشيئاً، وسُلب كل ما يملك وطال مرضه وأخرجوه من بلده وألقي في منطقة بأطرافها.
زوجة ايوب عليه السلام ودعاء ايوب
وانقطع عنه الناس، ولم يبق له أحد سوى زوجه. فكانت تتردد إليه في تخدمه وتعينه على قضاء حاجته حتى وصل بها الحال أن تخدم الناس بالأجر حتى تأتي إليه بالطعام والشراب. ولم يزد هذا كله أيوب عليه السلام ولا زوجه إلا صبراً واحتساباً، وحمداً وشكراً لله عز وجل ولما طال عليه البلاء. فكما ورد في الحديث إن نبي الله أيّوب عليه السلام لبث به بلائه ثمان عشرة سنة، فجاءت زوجة أيوب عليه السلام، فقالت له يا أيوب لو دعوت ربك لفرج عنك. فرد عليها وقال قد عشت سبعين سنة صحيحاً فهو قليل لله أن أصبر له سبعين سنة أخرى. وبعد مدة خاف الناس من زوجة أيوب أن تنقل لهم مرض زوجها أو يصيبهم البلاء، فطردوها من بيوتهم ومنعوها من العمل، فلم تجد مالا تشتري به طعاما لزوجها، فقامت بقص ضفيرة من شعرها وباعتها لأحد نساء الأشراف، واستبدلتها بطعام طيب فأتت به أيوب عليه السلام، فقال لها من أين لك هذا وأنكره؟ وفي اليوم التالي لم تجد مالا كذلك، فباع ست الضفيرة الأخرى واستبدلتها بطعام فأتته به فأنكره أيضا وأقسم ألا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام؟ فكشفت خمارها عن رأسها، فلما رأى شعرها حينها دعا ربه وقال إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.
قصة صبر ايوب
وكان لأيوب أخوان فجاءا يوما عليه وهو طريح الفراش، فلم يستطيعا أن يدنوا منه بسبب ريحه فقاما من بعيد، فقال أحدهما لصاحبه لو كان الله علم من أيوب خيراً ما ابتلاه بهذا. فحزن أيوب عليه السلام من قولهما حزناً شديداً، ثم قال اللهم إن كنت تعلم أني لم أبيت ليلة قط شبعاناً وأنا أعلم ما كان جائعا فصدقني، فصدقه الذي في السماء وهما يسمعان. ثم قال اللهم إن كنت تعلم أني لم يكن لي قميصان قط وأنا أعلم مكان عار فصدقني فصدقه الذي في السماء وهما يعلمان أن الله عز وجل يصدق أيوب عليه السلام بكلامه، وكانت زوجة أيوب عليه السلام تعينه على قضاء حاجته، وفي يوم من الأيام أراد قضاء حاجته فلم يجد زوجه وأبطأت عليه، فازداد همه وضاق صدره فقد تركه الأحباب والأصحاب، حينها بدأت ساعة الفرج. فأوحى الله إلى أيوب في مكانه أن اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب، فإذا به يضرب برجليه الأرض، فبدأ الماء البارد ينبع من تحت قدميه. وأخذ أيوب عليه السلام يغتسل بهذا الماء، فيزول عنه المرض تماماً ثم شرب من الماء. فرفع الله عنه كل ما به من الأمراض وشفى الله أيوب عليه السلام، ورجعت له صحته وعافيته، بل وأرجعه الله إلى شبابه وجماله وقوته، فقام من مكانه يتحرك، وقيل أن الله ألبسه حلة من الجنة.
عادت زوجة أيوب عليه السلام فلم تعرفه وقالت بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى؟ والله ما رأيت رجلا أشبه به منك حين كان في صحته، فرد عليها قال ولعل أنا أيوب، قالت أتسخر مني يا عبد الله فقال أنا أيوب قد رد الله علي جسدي ودعا الله عز وجل فرجعت زوجته العجوز إلى شبابها. وإلى جمالها وعافيتها. قيل حتى ولدت له ستة وعشرون ولداً ذكرا، ورزقه الله عز وجل أولاداً كأولاده وبنات كبناته، كما قال تعالى : وآتيناه أهله ومثلهم معهم، وقيل أن الله أحياهم بأعيانهم. وقد رجعت حدائقه وأمواله وخدمه. وكان الذهب يتساقط عليه من السماء كما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بين أيوب يغتسل عريانا فخر عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحتسي في ثوبه، فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال بلى وعزتك، ولكن لا غنى بي عن بركته. فقد أرسل الله على أيوب جراد من ذهب فجعل يجمعها ويضعها في ثوبه، فقيل يا أيوب ألم يكفيك ما أعطيناك ؟ قال أي ربي ومن يستغني عن فضلك؟ كان أيوب عليه السلام قد نذر حين كان مريضاً. إذا شفاه الله عز وجل أن يضرب زوجه بمائة عصا وقيل أن أنه نذر ذلك لبيعها ضفائرها وجاء وقت الوفاء بالنذر ، فأوحى الله لأيوب عليه السلام فقال : وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَٱضْرِب بِّهِۦ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَٰهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ ۖ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٌ. فقد أمره الله عز وجل أن يأخد بيمينه ملء الكف من الشجر أو الحشيش مما يشتمل على مئة من الأعواد الصغار ويضرب بها زوجه ضربة واحدة، فيبر بذلك بقسمه ولا يحنث فهذا فرج الله وتيسيره لمن اتقاه وأطاعه، ولا سيما في حق امرأته الصابرة المحتسبة البارة الراشدة رضي الله عنها ، ولهذا عقب الله تعالى هذه الرخصة وعللها بقوله : إن وجدناه صابرا، نعم العبد أنه أواب.
وقد ذكر أن أيوب عليه السلام لما توفي كان عمره 93 سنة ، وقيل إنه عاش أكثر من ذلك وقد روي أن الله تعالى يحتج يوم القيامة بسليمان عليه السلام على الأغنياء ، وبيوسف عليه السلام على الأرقاء ، وبأيوب عليه السلام على أهل البلاء صلوات الله وسلام عليهم أجمعين.